أيام الذهب في شهر الطهر

قصة من أيام ذي الحجة 1446هـ

لم يكن ذي الحجة هذا العام مجرد شهر هجري يمرّ في التقويم، بل كان كرنفالًا صغيرًا من الذكريات التي تلوّن القلب وتنعش الروح.


بدأ الشهر بنفحات التكبير تتردّد في أرجاء البيت، صوت والدي يصدح “الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله”، فاهتزت الأرواح بخشوع، وكأنّ التكبير يمسح تعب العام كله. ومع بداية الإجازة، خيّم في المنزل جوّ من الحماسة والاستعداد، فالخطط كانت كثيرة والأيام قصيرة.


في الثالث من الشهر، اتجهنا برفقة الوالدين والإخوة والأبناء والأنساب إلى البحرين، حيث الهواء مختلف، والنفوس منشرحة. وفي المساء، اجتمعنا في حفل تكريم تخرج ١٣ من أحفاد وحفيدات الوالد “أبو كميل”، ذاك الشيخ الذي ورثنا عنه المحبة قبل النسب.


اليوم الرابع كان للأسواق، تجولنا مع والدينا كأننا أطفال من جديد، ننتقي الهدايا والذكريات ونضحك على تفاوض الوالدة الذي يُقنع أقسى الباعة بالابتسامة. ثم جاءت الجلسة الأسرية في اليوم التالي، جلسة بلا رسميات، فقط قلوب على طاولة واحدة.


وفي السادس، اجتمعنا في مزرعة الجوهرة، مع الأصحابها وأعمدة النسب، نروي ذكريات الطفولة ونضحك من القلب. ثم بدأنا رحلة الإجازة الكبرى، حيث انتقلنا إلى الخبر، مستمتعين بنسمات البحر وهو يروي لنا قصص العيد القادم.


حلّ يوم التروية، وتزامن مع مباراة مشتعلة في نصف نهائي أمم أوروبا، كان البيت مقسمًا بين مكبرين ومنفعلين، بين قلوب على الجمر وقلوب على الشاشات. وجاء يوم عرفة، حيث ارتفعت الدعوات وامتزجت بنسمات الإيمان، ثم اجتمعنا في “الجوهرة” من جديد، في سهرة لها طعم الخشوع والفرح، تخللتها مباراة المنتخب السعودي والبحرين كانت حماسًا آخر.


وفي العيد، علت الزغاريد وامتلأت الصالة بالمعايدين. تبادلنا القبل، وتزينت الأحضان بالأصوات والضحكات. وفي ذات الليلة، احتفلنا بـ ٢٧ نجماً من خريجي وخريجات العائلة حاملي درجات الدكتوراة والماجستير والبكالوريوس والدبلوم، وجوههم المضيئة كانت العيد الحقيقي.


وفي الأيام التالية، تواصلت المعايدات، من أسر الأحساء إلى الأنساب، واحتفلنا مع اعضاء هيئة الصحفيين السعوديين وبعدها احتفلنا مع أبناء “علي بن جوهر”، وكانت الليالي دافئة بصلة الرحم والمودة. 


ثم اجتمعنا نشوف نهائي أمم أوروبا جاء في ختام تلك الأيام، وكان ختامًا رياضيًا لا يقل بهجة عن حفلات العيد.


ثم عادت أمواج البحر تجذبنا من جديد، سهرة في هاف مون أرامكو مع عميد الرحلة عبدالرحمن بوشليبي وانسابي واخي كميل، ثم رحلة أخرى إلى جميلة إلى البحرين ، تارة مع الأهل، وتارة مع الأصحاب عبدالرؤوف وصلاح ومفرح، والضحك لا ينقطع.


لا ننسى تقديم واجب دعوة حفل زفاف نجل ياسر العقيل مع الاصحاب عبدالرؤوف وصلاح ومفرح، كان الشهر يحمل الافراح، و ولادة و وداع العمة سارة بنت العم عبدالعزيز (ام صلاح بالطيور) رحمة الله عليها في السابع عشر من هذا الشهر. 


وامس ، احتفلنا بتخريج اللاخ الصديق مفرح الفرحان (ابو حمد) لنيلة درجة الماجستير في القانون، في مساء جميل ولطيف مع الاصحاب وأخوة المحتفى به في منتجع دريمز. 


واليوم نقوم بواجب حفل تميمة الجار “زياد العبندي” أعاد الفرح إلى القلوب.


وفي نهاية الشهر، نعود للجوهرة، نلتقي أصحاب العائلة، ثم مع اعضاء جمعية “معين القانونية” نحتفي في حفل معايدة يليق بخدمة المجتمع. 


ونختم الشهر بلقاء الأحبة وزملاء الدراسة من جامعة البترول – دفعة 1991، لقاء يعود بنا ثلاثة عقود للوراء، حين كانت الحياة أمامنا كدفترٍ فارغ لم نكتب فيه بعد.


ذي الحجة هذا العام، روايةً حقيقية عن جمال الأسرة، عمق الصلات، ودفء الذكريات.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

‎حي العيوني - سكنة عائلات قيادية

قصرك عقلك ..

تاريخ عائلة ال جوهر