أول حركة في منى… حجة والدتي الغالية عام 1390هـ

بقلمي

يا زين هالذكرى، ويا حلاها من حچّة، تقول يمّه إن أول خفقة لي صارت وهي واقفة في مِنى، تحچّ سنة ١٣٩٠ هجري. تقول: “كنت أدعي ربي من قلبي، وأطلب الذرّية، وفجأة حسّيت بك تتحرك فيني، كأنك تردّ علي وتطمنّي إنك موجود، وإن ربي عطاني طلبي.”

تخيل! أول حركة في بطني كانت في مِنى، بين جموع الحچّيج، والتكبير يملأ الجو، والدعاء يصعد للسما. هذي ما كانت بس حركة جنين، هذي كانت بشارة، وكانت بداية حياة… بداية مباركة.

يمّه ما حملتني إلا وهي بحچ، ما مشت إلا بطاعة، ما رفعت إيدينها إلا بدعاء، وأنا كنت هناك، أتحرك معاها، وأتنفّس من روحها. وشلون ما أفتخر، وأنا بدايتي كانت في أطهر بقاع الله؟!

ذيك الخفقة الأولى، كانت أول علامة، أول رابط بيني وبين هالدنيا… والدنيا من بعدها صارت أنتِ، يا يمّه.

يمّه، يا عزوتي، يا من منى شهدت على حچّك، وشهدت على بداية عمري، ربي يجازيك عني خير، ويرزقك الصحة وطول العمر. ويديمك لي نور، مثل ما كنتِ لي أول نور، وكنتِ أول دعوة استجابها ربي …..

في “مِنَى” حين علا التكبيرُ وازدحمَ الدعاءْ
خَفَقَ الجنينُ بأحشـاءِ الحبيبةِ والرجاءْ

عامُ تسعينٍ وتسعٍ، والفؤادُ مُترَفٌ
بالحجّ، بالدعواتِ، بالإيمانِ والضياءِ

وإذا بأمّي – وهي تسعى بين ركنٍ والمقامْ –
تشعرُ ببُشرى، في الحشا، خَفْقًا كمثلِ النورِ جاءْ

قالت: سمعتُك قبل أن تلقى الحياةَ بنبضِكَ
كأنك قلتَ: “أنا هنا… فيكَ الدعاءُ قد ارتقى”

كنتُ الجنينَ، وأوّلَ الآياتِ في رحمِ الطُهُورْ
أمشي بروحِكِ، لا أُرى… لكنني حيٌّ وضاءْ

في موضعٍ تهوي القلوبُ لحبّهِ
سَكنتِ قلبي، يا نَقِيَّة، والمنى كانتْ غِطَاءْ

كم أنجبتْ مِن أمٍّ سَعَتْ، لكنكِ يا والـدتي
حجَجتِ بي، وبكِ ابتدى للعُمْرِ في قلبي ضِياءْ

فبأيِّ فضلٍ تُجزَينَ يا من كنتِ لي
دعواتُكِ الزادُ المُباركُ، والدُّعاءُ هو الغِذاءْ

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

‎حي العيوني - سكنة عائلات قيادية

قصرك عقلك ..

تاريخ عائلة ال جوهر