زمن تولى من ربيع حياتنا (( :


       زمن تولى من ربيع حياتنا .. في ظله ما أجمل الأوقاتِ

‏    ما أجمل الأيام تمضي حلوةً .. زمن الصفاء يمر في عجلاتِ



ولاد طفل في صباح يوم ٢٥ من شهر ربيع الثاني سنة ١٣٩١ هجري بمستشفى السلامة في مدينة الخبر. في بعض الأحيان أرى أني بحاجة ماسة لإعادة كتابة سطور كتبتها في سنوات قد خلت .. أعيد قراءتها عدة مرات، وأتخيل نفسي حينها كيف كانت؟ وكيف كانت مشاعري؟ ولماذا كتبتها أصلاً؟ أقرؤها وأستغرب أني كتبتها .. وهل قلمي كان قادراً ذلك الوقت أن يكتبها .. أحسست حينها أن مشاعرنا في كل زمان تختلف عن الزمن الذي سبق .. ليس تناقضاً أو ازدواجية .. بقدر ما هي مشاعر تنبعث من المواقف الحياتية الآنية التي تتغير فيها مشاعرنا وفقاً لتصرفات الشخوص الذين نتعامل معهم .. لذا اخترت بين ثنايا هذا المقال كتابة سطور كتبتها في السابق .. لأني على يقين بأنها تمثل مشاعري الآنية..  

تربى هذا الطفل بين والديه و افراد اسره حيث يتوسط اخوته الثمانيه (كميل ، عواطف ، زكية ، بندر ، بدور ، بشار ، صالح ، عبدالعزيز). نشأ في محافظة الاحساء بمدينة المبرز (حي العيوني) بمنزل جده صالح بن جوهر الجوهر رحمة الله عليه.

بعد السنه الثانيه من عمره مرض بالحصبة (مرض فيروس انتقالي حاد ومعدي يصيب الأطفال) ويعتبر مرض الحصبة من أكثر الأمراض انتشارا في سن الطفولة قبل ٤٠ ربيعاً ولله الحمد تماثل بالشفاء سريعاً.

استمتع مع اسرته خاصةً بالسفر و السياحه الى البلاد العربية وكان مولع بلعب كرة القدم و التنزه مع  أبناء أسرته واصحابه اثناء مرحله الطفوله. وبعد ان بلغ السنه السابعه عام ١٣٩٧ هجري، التحق بمدرسة قتيبه بن مسلم الابتدائيه. ثم إلتحق بمدرسة زيد بن الحارث الابتدائيه بمدينة أبقيق في الصف الثلث و الرابع وسكن مع عائلته في سكن كبار موظفي ارامكو بمدينة أبقيق. تعلم الغه الانجليزيه و تمتع مع اصدقاء بسكن مجهز بكافة الخدمات المدنيه. وبعدها رجع الى مدينة المبرز و تخرج من المرحله الابتدائيه بتقدير جيد جداً من مدرسة قتيبه بن مسلم الابتدائيه .

انتقل في عام ١٤٠٤ هجري الى مدرسة سعد بن ابي وقاص المتوسطه و كان منهمر بلعبة كرة القدم مع اصحابه بحي الحزم الشمالي-خساره. والتحق في ذلك الوقت مع فريق النجوم و بعدها الى نادي الفتح الرياضي ولعب عدة مراكز مع فريق البراعم والأشبال. وكانت اهتمامنه في هذه المرحلة الرياضة وأهمها لعب الشطرنج حيث كان يلعب مع اصحابه المقربين وهم عبدالرؤوف بن عبدالله الشمشير و صلاح  بن عبدالعزيز المساعد و مفرح بن حمد الفرحان.

في عام ١٤٠٦ هجري، التحق بمدرسة ثانويه المبرز المطوره و تخصص وقتها بقسم الاحياء و الكيمياء و كانت معدلاته في العامين الدراسيين جيده جداً ومع ذلك انتقل في الصف الثالث ثانوي الى مدرسه الشعبه الثانويه العامه بالشعبة وتخرج منها في عام ١٤١٠ هجري بتقدير جيد جداًً.

كان هادئ الطبع بعد مرحلة الثانوية العامة وكان يميل الى الاعمال التطوعية في الخدمات المجتمعية. بعدها انتقل الى مرحله التعليم العالي و التحق بشركة ارامكو عام ١٤١١ هجري لتأهيل الطلبه الى مرحلة الباكلوريس بمدينة الظهران. واثناء الدراسه، بداءة حرب الخليج الاولى عام ١٤١١ هـ ومن هنا كانت الدراسه من اصعب المراحل التعليميه. لم يكن نصيبه الابتعاث الى خارج المملكة لدراسة البكالوريوس. اختار ان ينتقل إلى برنامج التدرج للعاملين لمده سنتين وبعد ثلاثه اشهر فقط اصر ان يكمل تعليمه الجامعي ومن ثم استقال من شركة ارامكو السعودية في عام ١٤١٢ هجري ليبداء دراسه الجامعيه بجامعة الملك فهد للبترول و المعادن.

تميز بالجامعه بعد ان اخذ على نفسه عهد الجد والاجتهاد وكان يردد مقولته المشهوره  'To be or not to be' (اكون او لا اكون) و حقق من خلال دراسه علم هندسة الكيمياء معدلات متميزه حيث كرم عدة مرات بالمرتبه الشرف الاولى. اثناء دراسته، وتدرج مع طلاب الجامعه في هوايات عدة و شارك في العاب و مسابقات مشرفة. اشتهر بلعبة الشكواش حيث مثل نادي جامعة الملك فهد عدة مرات.

التحق من جديد بشركة ارامكو السعودية في السنة الدراسية الثالثة وتخرج بمرتبة الشرف الثالثه وقتها كان عمره ٢٥ ربيعاً.

توظف عام ١٤١٧ هجري مهندساً في قطاع انتاج الزيت بالمنطقه الجنوبيه و تدرب في مجالات الهندسه و التشغيل و الصيانه والمشاريع الكبيرة.

بعدها في عام ١٤١٧ هجري عقد قرانه مع شريكة حياته عايشة بنت إبراهيم بن عبدالله بوشليبي و سكن بمدينة الاحساء قريب من والديه يتشرف بخدمتهم. انجب من زوجته عايشة سبع بنات (منيرة ، مريم ، نورة ، سارا ، رزان ، ريمان و جود) و اكبرهم إبنتة منيرة حيث تخرجت من جامعة الملك فيصل بتخصص علم الكيمياء وتليها مريم بتخصص القانون العام بكلية الحقوق في نفس الجامعة. أما نورة الوسطى تدرس حالياً المرحلة الاولى من الثانوية العامة، والأصغر بينهم رزان و ريمان في الصفوف الاولى من المرحلة الابتدائية لتحفيظ القرآن الكريم. 

في عام ١٤٢٧ هجري اكرمه الله لبناء فيلا سكنيه بمدينة المبرز في حي محاسن ارامكو السعودية. ومكث مع اسرته المكونه من سبعة افراد في حي به خدمات متميزة و جيرانه يمتازون بالأخلاق و الصدق والأمانة و الكثير من الحياة الاجتماعية الراقية.

اهتم كثيراً بالخدمه الممجتمعية في محافظة الاحساء وبعض الانشطه التطوعيه والإعلامية. عمل مديراً متعاون مع جمعية التنمية الاسرية ومكاتب التعاونية للدعوة والارشاد وتوعية الجاليات بالاحساء. 

حالياً يعمل مستشار لاعمال انتاج الزيت لخدمة المشاريع و مع ذلك حرص ان يستمر لإكمال الدراسات العليا وتخرج اخصائي اجتماعي لقيادة الأعمال الاجتماعيه و تخرج من دبلوم سفراء الاسلام  وبعدها اكمل الماجستير في ادارة الاعمال  ومن ثم درس دبلوم علوم الشريعة.

إنّ التاريخ يخبرنا بأنّ كل الانجازات الرائعة في حياتنا الآن تمت بفضل أناس تمردوا في الماضي. شكراً لأمي .. شكراً لأبي .. شكراً يأخي وأختي .. شكراً لزوجتي .. شكراً يا أبنائي .. شكراً يا اهلي .. شكراً لأصحابي و جيراني و زملائي. 
 

✏️ إبن عبدالرحمن 


ز . ع . ج

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تاريخ أسرة ال جوهر

‎حي العيوني - سكنة عائلات قيادية

قصرك عقلك ..