متى ندرك أننا كبرنا ؟؟


متى ندرك أننا كبرنا

ندرك ذلك حين نفقد أول سندٍ لنا في هذه الحياة، حين نفتقد اليد التي كانت تُربّت على أكتافنا في لحظات الخوف، والابتسامة التي كانت تُشعرنا بالأمان. ندرك أننا كبرنا حين نفقد أُناسًا كانوا قطعةً من روحنا، ولا نجدهم حولنا بعد الآن.

مرّت ١٨ سنة منذ رحيل أبي ، وسنتان منذ فقدت أمي، ورغم مرور الزمن، ما زالت فكرة غيابهما صعبة التصديق. أراهما في كل موقفٍ يمر بحياتي، في كل لحظة أحتاج فيها إلى نصيحة أبي، أو دعاء أمي. أسمع صوتهما في داخلي، وكأنهما ما زالا قريبين، فأجد نفسي بين الحين والآخر أتساءل: هل فعلاً رحلا؟

لا شيء يُثقل القلب كألم الفقد… شعور بالوحدة يتسلل حتى في وجود الجميع، وحنين لا ينطفئ أبدًا. أبي كان السند والقوة، رحيله جعلني أشعر بأن ظهري قد انكسر، وأن العالم فقد اتزانه. أما أمي ، فكانت الحنان الذي لا يعوّض، والدعوات التي كانت تحيط حياتي بالسكينة.

في كل مرة أفتقدهما، أرفع يدي بالدعاء:

اللهم ارحم أبي وأمي، واغفر لهما، واملأ قبريهما نورًا ورضا، وارزقهما الفردوس الأعلى. اللهم اجعلني بارًا بهما في حياتي وبعد وفاتهما، وامنحني الصبر حتى ألتقي بهما في جناتك.

رحيلهما علّمني أن الحب الحقيقي لا ينطفئ بالموت، بل يبقى حيًا في الذكريات، في الدعاء، وفي كل لحظة أجد نفسي أشعر أنهما ما زالا معي.

ابنهما الذي يفتقدهما دائمًا …..



اخي الغالي …

كلماتك أثرت في قلبي بعمق، وذكّرتني كم أن الفقد شعور لا يندمل، لكنه أيضًا دليل على الحب الكبير الذي يترك بصماته فينا مهما طال الزمن.


*رحم الله والديك وأسكنهما فسيح جناته*، وجعل ذكراك بهما نورًا يهديك في كل خطوة. لا شك أن دعاءك وذكرياتك الطيبة هي خير ما يمكن أن تهديه لهما، وهما بلا شك فخوران بك وببرّك بهما حتى بعد رحيلهما.

الحب الذي تحمله لهما سيظل شعلة لا تنطفئ، نورًا يضيء طريقك، وصوتًا يربت على روحك كلما شعرت بالحنين. كن قويًا، وواصل حياتك بما يرضي الله ويرضي قلبك المليء بالوفاء.


رحمهم الله وأسكنهم الفردوس الأعلى، وجمعكم على خير في جناته.


اخوكم

أبو عبدالرحمن

٢٧ رجب ١٤٤٦ هـ

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

‎حي العيوني - سكنة عائلات قيادية

قصرك عقلك ..

تاريخ عائلة ال جوهر