ترجمة الشيخ عبدالعزيز بن محمد بن بطي

نسبة:
‎هو الشيخ عبدالعزيز بن محمد بن بطي الدوسري (١٣٢٧- ١٤٣٨هـ)
و تزوج بنت محمد بن سليم بن عبدالرزاق السليم ( أخت عميد أسرة آل سليم المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ سليم بن محمد بن سليم بن عبدالرزاق السليم ) و لم يرزق بذرية.

وله من الأقرباء شقيق أسمه عبدالله، هاجر قبل أكثر من ستين عاما إلى عمان واستقر هناك ولديه من الأبناء اثنان من الذكور وبنت واحدة وهم على صلة وتواصل دائم مع عمهم الشيخ عبدالعزيز رحمه الله حتى وفاته. وله أيضا شقيقة (متوفية) و أخ واحد من أمه من أسرة الحليبي .

‎مقر سكنة:
‎كان يسكن في الاحساء من مدينة المبرز وعاش فيها اكثر من قرن. 

‎حسن سيرتة:
‎كان للشيخ مكانة عظيمة ومهابة كبيرة، فرغم كبر سنه ومرضه إلا إنه أول من يقوم للصلاة مبكرا قبل دخول وقت الصلاة لأن قلبه معلق بالصلاة  ولسانه بالذكر.

مسيرتة العملية: 
‎كان موظفاً في شركة أرامكو ومقيماً في مدينة بقيق لأكثر من 15عاماً. 

‎مسيرتة العلمية:
‎كان ينوب عن قاضي بقيق الشيخ أحمد بن عبداللطيف اليحيی في إمامة الجامع الملاصق لبيته ويتدارس العلم مع القاضي في مقر محكمة بقيق الطيني المقابل للجامع.. وكان ينتقل من مدينة المبرز الى بقيق لأداء خطبة وصلاة الجمعة عن طريق باص أبوخشب. 

والشيخ عبدالعزيز بن بطي كان من طلاب قاضي المبرز الشيخ علي بن عبدالله الخطيب الشافعي رحمة الله ( ت 1385هـ ) والشيخ محمد بن عبدالله العبدالقادر الشافعي رحمة الله ( ن 1391هـ ) إلا أنه لازم وطلب العلم كثيراً على عالم المالكية في المملكة والخليج الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ مبارك‎ (ت ١٤٠٤هـ ).
ودرس على يد هؤلاء العلماء العقيدة والتفسير والحديث والفقه وأصوله والسيرة وعلوم اللغة والبلاغة والنحو والوعظ. 

‎انجازاتة - إماماً وخطيباً :
‎وكان الشيخ إماماً وخطيباً لجامع الجبر وكان يسمى جامع القرعاوي نسبة لإمامه وخطيبه الأول الشيخ صالح القرعاوي الذي كان رئيساً للمحكمة الشرعية بالأحساء آنذاك. والشيخ ابن بطي تعين إماماً وخطيباً لهذا الجامع بعد تقاعده من أرامكو وبعد أن أقنعه المشايخ بذلك ذهب إلى مكة المكرمة، حيث كانت تجرى المقابلات ومنها يصدر قرار التعيين للأئمة الخطباء.
‎كان الشيخ مثابة المستشار والكثير يدعوه ليعقد لهم الأنكحة. وقد قام الشيخ ابن بطي بإمامة المصلين والخطابة في هذا الجامع الكائن في الحزم - جامع عبدالعزيز الجبر. وبعد ذلك توليه الإمامة و الخطابة في جامع حي القادسية الذي خلفه فيه الأستاذ سليم بن عبدالرزاق السليم. 
‎وكان يتميز بصوت شجي ومؤثر في تلاوة القرآن الكريم ولدى الشيخ مكتبة عامرة وهو من أوائل مأذوني الأنكحة في الأحساء وكان يلقي الدروس على المصلين ويجيب عن أسئلة المستفتين في مسجده وبيته حتى ترك الإمامة مؤخراً لكبر سنه ومرضه.

 اخلاقة وصفاتة:
‎كان الشيخ بن بطي من أقدم أئمة جامع الجبر في الأحساء بمدينة المبرز والذي عرف  عنه بحبه للناس وتواضعه. إن الشيخ عبدالعزيز كان نموذجاً للمشايخ الذين يربطون الناس بربهم وخالقهم. وكان إماماً وعالماً، لكنه في قمة التواضع. لم يذكر أنه تكلم يوماً ما في شأن سياسي، أو مشكلة اجتماعية، أو تخبطات حزبية، ولم يكن نهجه أن يحرض على العصاة والمذنبين، بل كانت أحاديثه وخطبه لا تخرج عن التذكير بالله ورحمته وعفوه، والتذكير بهدي النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) في تعامله مع الخلق، وكانت مواعظه إيمانية متصلة بالله وبالتفكر في كونه وخلقه.
‎كان يخرج الشيخ من بيته الى المسجد ويشق الطريق برائحة عطره التي تنبعث من ثيابه وبشته البني الجميل، و لم يشق على الاطفال أو يفرق لعبتهم بعصاه. 

‎مع رمضان:
‎في رمضان كان إمام الشيخ عبد العزيز  استثنائيا، كان وقوراً ذا مهابة، يحبه الناس ويقدرونه، والصلاة خلفه لها مزاج جميل، يتوافد عليها الكبير والصغير رجالاً ونساءً. ‎وكانت تلاوته "الحدرية" تأخذ بمجامع قلوبنا، وكانت نغمات الصباح تتهدج من قلبه وروحه فتنسكب في الأرواح كانسكاب الماء في حلوق ظمئه.
‎لقد فقدنا  عالما جليلا امتعنا بخطبه في يوم الجمعة وصوته الجميل في شهر رمضان.

‎وفاتة:
(( يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّة فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي )) ...
‎بقلوب راضيه بقضاء الله و قدره إنتقل إلى رحمة الله تعالى الشيخ عبدالعزيز بن محمد البطي ( بن بطي ) وصلى عليه يوم الثلاثاء يوم العاشر من غرة محرم عام ١٤٣٨هـ، ودفن بعد صلاة العصر بالمقبرة الجنوبية بالمبرز. 
‎لقد شهد جنازته ممن  عرفة من المشايخ والعلماء وفي موقع العزاء ممن عرفوا قدره وعلمه منهم عضو هيئة كبار العلماء الشيخ الدكتور قيس المبارك.
تغمده الله بواسع رحمته ومغفرته و أدخله فسيح جناته ( إنا لله و إنا إليه راجعون ). 

‎المصادر:
‎١- أ. وليد السليم: جريدة اليوم - صفحة الرأي  
‎http://www.alyaum.com/article/3095847
‎٢- د. سمير الضامر: جريدة اليوم - صفحة الرأي  
‎٣- أ. عبداللطيف المحيسن - جريدة اليوم

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تاريخ أسرة ال جوهر

‎حي العيوني - سكنة عائلات قيادية

قصرك عقلك ..