الى جنة الخلد يا عمي سعد ..

هذه هي الحياة ..

ما أصعب فراق العم وما أشد وقعه على النفس (عمي سعد بن عبدالرحمن صالح عبدالله الجوهر)، تلك الكلمات التي استمتع بنطقها وترديدها عند زيارته كيف لا وعمي كان العمود الأساسي لأسرتنا المترابطة فقد كان عمي سعد (الأب الثاني لناوأبناء عمي إخوتي (عبدالرحمن و سلمان و عمر و عبدالعزيز و أخواتي).

تذكرت هذا حينما جاءني اتصال هاتفي  يوم الاثنين 30 من شهر رجب لعام 1439 هـ وقد كنت مع أحبتي وإخوتي في محافظة الأحساء وإذا بالمتصل يفاجئني بقوله مات عمي سعد رحمه اللهلم أستطع تصور الموقف حين مفاجأة الصدمة فأبو عبدالرحمن بمثابة والديبعدها سرح خيالي، واسترجعَت ذاكرتي علاقتي الوطيدة به.

كان خبر مرضه منذ شهور قليلة صدمة مروعة هائلة ملأت الجفون بالدموع اعتصر القلب ألماً وحزناً ولهج اللسان بالدعاء ليلاً ونهاراً لهذا العم الكريم السخي الفذ في أخلاقه وتسامحه مع الجميع فقد كان ممن قال تعالى فيهم: "والكاظمين الغيظ والعافين عن الناساتصف بالصبر والتحمل، ملك قلوب الناس بحسن تعامله، والكل يشهد له بذلك حتى الصغار في أثناء مرضه كانوا يدعون له نعم (يا عمي ابو عبدالرحمنأنت من يصافح الصغير ويقول دائماً (ياهلا وَيَا مرحبا)

قضاء الله وقدره فوق كل شيء إنه الموت حتم لازم لكل مخلوق حي قال تعالى: "كل من عليها فانوهذا طريق كلنا سنسلكه نعم خبر موته منذ أيام قليلة صاعقة هزت الكيان تلعثم اللسان انهمرت الدموع اصبح النهار ظلاماً بالرغم من ضوئه الساطع فالحمدلله كثيراً على نعمة الإسلام التي تجعلنا نصبر ونحتسب الأجر من الله بفراقك يا عمي.

لقد فقد جماعة المسجد وغيرهم مصباحاً يشع هيبة، وصمتاً، وصبراً، ووقاراً، وتواضعاً، وأدباً، وحسن خلقفرغم كبر سنه ومكانته -رحمه اللهإلا إنه نعم المأموم المثالي فهو القدوة في ذلكلقد فقده مكانه المعروف في روضة المسجدلقد كان يصدح بصوته الندي المميز في رفع الأذان، فكان يؤذن في جامع فيصل بن تركي بالمبرز قبل ٣٥ سنة، كل ذلك يبتغي به وجه الله

لقد كان رحمه الله محباً لبذل الخير فيما أراه داخل أروقة المسجد فلا يكاد يرى محتاجاً إلا ويبهج سريرة ذلك المحتاجوأنا حينما أذكر بعض مآثره فإنما أذكر نفسي وإخواني بأن الإنسان حينما يغتنم الحياة في نفع الناس والتزود من الخير فإن ذكره باق وأجره بإذن الله مدخر.

لكن ما يخفف مصابنا الجلل جموع المصلين الذين اكتظ بهم مسجد المقبرة الشمالية بمدية المبرز (رحمه اللهوكأنها ليلة الاولى من شعبان ناهيك عن المشيعين لجثمانه في المقبرة الكل يتسابق لحمله الكل يبكيك يا عماه الصغير والكبير القريب والبعيد العامل والخادم مشهد مؤثر في قلوب محبيك فهنيئاً لك يا عمي تلك الخاتمة الحسنة هنيئاً لك حب الناس هنيئاً لك تلك الجموع التي تذهب للسلام عليك والدعاء لك في المقبرة بعد أيام من دفنك هذا بفضل الله ثم بفضل سمو أخلاقك الإنسانية.

ستظل يا عمي ابو عبدالرحمن تعيش في قلوبنا وبيننا بأعمالك المشرقة وسيرتك العطرة سنظل نفتخر ونعتز بك للأبد سنظل ندعو لك ولأموات المسلمين ما حيينا.

وداعاً عمي الغالي واب للاسرة.
وداعاً مدرسة العطاء والبذل والكرم.
وداعاً صاحب الحكمة والدعابة البريئة والابتسامة الحانية والظل الخفيف.
وداعاً يا من كان باراً بوالدية وأهله.
وداعاً صاحب الخلق الرفيع يا من يفيض بالحب والرحمة للجميع.
وصبراً يا احبتي وإخوتي واخواتي .
صبراً يا أبناء عمي (عبدالرحمن و سلمان و عمر و عبدالعزيز و أخواتي).
صبراً يا عمتي أم عبدالرحمن (فاطمة بنت عبدالعزيز جوهر الجوهرأعانك الله.
صبراً لأسرة الجوهر.

رحمك الله يا عمي سعد وجعل قبرك روضة من رياض الجنة وجمعني بك ووالديا وكل مسلم في جنة عرضها السموات والأرض وألهمنا جميعاً الصبر والسلوان إنه ولي ذلك والقادر عليه.


القلب النابض بحبك




ابنك/ زكي بن عبدالرحمن صالح الجوهر

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تاريخ أسرة ال جوهر

‎حي العيوني - سكنة عائلات قيادية

قصرك عقلك ..