للطاقة مجددات


نتيجة بحث الصور عن العودة لحياتنا الطبيعية
 

في رحلة الحياة، يحدث أن تعترضنا محنة أو محن متتالية، من موت حبيب، أو إصابة بمرض عضال، أو خسارة فادحة لمال وغيرها، وترمي بنا بعيدًا في قاع الحزن واليأس، عندها نكون في أمس الحاجة إلى طاقة مساندة ممن يحيطون بنا من أحبة، بعد اللجوء إلى الله وطلب العون منه طبعًا، وكلما احتوانا هؤلاء أكثر، وطبطبوا على جراحاتنا، وعملوا على انتشالنا مما وقعنا فيه، كلما تجاوزنا محنتنا أسرع.

كذلك، نحتاج أيضًا إلى طاقة داخلية تعيننا على النهوض، والعودة لحياتنا الطبيعية، لأن المصائب عادة ما تستنزف طاقة المرء ويحتاج معها لما يجدِّد طاقته، غير أن الطاقة لا تتولد من فراغ، إنما هي بحاجة لمحفزات علينا استنهاضها من دواخلنا، ونفض الغبار عنها. ومن أبرز مجدِّدات الطاقة برأيي، اللجوء لله، والتسليم لأمره، والتوكل عليه، ويكمن أهمية ذلك في قدرته على إزاحة وتفريغ شحنات الهموم والحزن السلبية من على كاهل المرء، وتوليد الشعور التدريجي بالرضا بقضاء الله وقدره، الذي ينجم عنه شعور متزايد بالطمأنينة والسكينة، بعد أن تتصالح النفس مع ظروفها القاهرة وبعض تحديات الحياة التي ليس لها من يد في تغييرها، من قبيل الخضوع لعملية بتر أحد الأطراف مث ،ًال بعد الإصابة بمرض يستدعي ذلك، فنحن في كل الأحوال بحاجة "للرضا بما ليس منه بد"، كما يقول صاحب كتاب )دع القلق وابدأ الحياة(، ديل كارنيجي، حتى نتجاوز الشعور المرير بالخسارة والفقد ونسمح للطاقة أن تتجدَّد في دواخلنا.

ومن محفزات ومجدِّدات الطاقة أيضًا، التنزه والخروج للطبيعة، وكذلك السفر في رحلة سياحية للترويح عن النفس، إضافة إلى الجلوس مع من نرتاح له، وتخصيص وقت للتسلية والضحك، وممارسة الرياضة بخاصة في الهواء الطلق، والتنفس الصحيح، والتأمل، والتعرض للشمس، ومزاولة الهوايات المتعددة كالرسم، والكتابة، والقراءة، فهي أنشطة تخفف من وطأة الحزن والشعور بالكآبة.

وعندما نكون في ظروف مماثلة، قد نختار ما يناسبنا من مجددات، ضمن نطاق إمكاناتنا المتاحة وظروفنا، فقد لا نتمكن من السفر لسبب أو لآخر، غير أننا عندما نكون من هواة القراءة، مث ،ًال عندها سنجد أننا محتاجون لمطالعة كتب التنمية الذاتية، تلك الكتب التي هجرناها منذ زمن لأننا لم نكن بحاجة إليها، فيما نحن الآن في حاجة ماسة لمحفزات، وإلى كل ما يبث فينا روح الأمل، وحتى في حال وقع اختيارنا على قصة أو رواية لقراءتها سنجد أننا نميل لتلك التي تحمل قدرًا من التفاؤل.

المهم أن نلتفت إلى أن الطاقة التي يمكن أن تعيننا على النهوض مجددًا، لن نحصل عليها بين يوم وليلة، وإنما نحصل عليها بعد صبر، لذا علينا بعد أن يتم ذلك أن نحرص على أ نبدِّدها فيما لا يفيد، من أوجه التعاسة والنكد، كالمشاحنات، والجد ل في وسائل التواصل الاجتماعي، أو الانشغال في تتبع الأخبار السيئة وتوقع حدوث الأسوأ منها، لأننا قد تعلمنا أن نخلق طاقة الحياة، وتعلمنا أن نخلق طاقة التجدد، وعلينا أيضًا أن نخلق في أنفسنا طاقة التقدير للمكتسبات والمحافظة عليها وصونها عما يهدرها ويبدِّدها.
 



بقلم : شمس علي *

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تاريخ أسرة ال جوهر

‎حي العيوني - سكنة عائلات قيادية

قصرك عقلك ..