نسلم ويسلمون خير من أن نؤجر ويأثمون


شريعة حمورابي هي من أقدم الشرائع المكتوبة في التاريخ البشري، (1780 قبل الميلاد)،[1] نصت على التعامل بالمثل، عن طريق عدة طرق، كما فعلوا المفاهيم من العقاب حرفيا "العين بالعين والسن بالسن ". 

ومن هنا نريد ان ننشر أخلاقيات التعامل الَّتِي تنص على :
* النموذج الإيجابي من القاعدة الذهبية: عامل الآخرين كما تحب أن يعاملوك.
* النموذج السلبي من القاعدة الذهبية: لا تعامل الآخرين بما لا تحب أن يعاملوك به. (القاعدة الفضية)

هذا المفهوم يصف مبدأ "المعاملة بالمثل"، أو "ذات اتجاهين"، والعلاقة بين الذات وغيرها من الجهات وبطريقة متبادلة على حد سواء. ويمكن تفسير هذا المفهوم من وجهة نظر الدين والفلسفة وعلم النفس وعلم الاجتماع. من الناحية النفسية تتضمن تعاطف الشخص مع الآخرين. فلسفيا، يتضمن إدراك الشخص "أنا" أو "النفس". اجتماعيا، وهذا المبدأ ينطبق بين الأفراد، والجماعات، وكذلك بين الأفراد والجماعات. (على سبيل المثال، شخص يعيش وفقا لهذه القاعدة يعامل جميع الناس باحترام، وليس فقط الأعضاء في مجموعته أو مجموعتها). والدين هو جزء لا يتجزأ من تاريخ هذا المفهوم. مفهوم القاعدة الذهبية لديه تاريخ طويل يسبق مصطلح "القاعدة الذهبية"، أو "القانون الذهبي"، كما كان يسمى في فترة السبعينات ما القرن السابع عشر (1670) ومفهوم "أخلاقيات المعاملة بالمثل" له جذوره ثقفات عالمية عديدة، كما تم استخدامه كوسيلة لحل النزاعات.

وفي الإسلام فإن بعضا من آيات القرآن تشير ضمنيا إلى مفهوم القاعدة الذهبية،

قال الله تعالى: ﴿وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ سورة النور، الأية 22.

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه).

للأسف يشهد العالم العربي مخاضاً عسيراً يتظهّر بالنار والدمار والدماء والموت الناشر أجنحته فوق جغرافيته، جماعات تأكل جماعات وصدامات يحدوها حقد تاريخي واطماع حاضرة جوار وقربى ومواطنية التحمت في صراع لا يبقى ولا يذر تشهده على مساحة العالم العربي من تونس الى ليبيا الى مصر الى اليمن فالبحرين فالعراق فسوريا فلبنان ففلسطين، خراب ودمار وتشرد يزيد الناس تعاسة وتهجيرا وفقراً وبؤسا، والبقية الباقية من العرب قد انخرطت ايضاً في صراع أشبه بالحرب الباردة التي تنعكس سلباًعلى حياة الامة.

 ان النصوص القرانية التي تبين موقف الاسلام تجاه الاخرين كثيرة وكذلك الحديث الشريف ما يغني منها وهي الفيصل اذا ما حاد احد عنها او تعسف او ظلم والذمة اي عهد رسول الله وذمته لاهل الكتاب هو تكريم لاهل الكتاب ضمن المجتمع الاسلامي ومعناه التزام العهد . فكرامتهم في ذمة الرسول من كرامة رسول الله وقد رغب احد الولاة في مشاركة اهل الذمة من النصارى واليهود في الجهاد  والانخراط في جيش المسلمين فكان جواب القاضي  (انه عهد رسول الله ) اي ذمته التي لا يكرهون فيها على ذلك ولا تؤخذ الجزية من فقير او مسكين يُتصدق عليه ولا ممن لا قدرة لهم على العمل ولا العمى والمقعد والمجنون ولا من الرهبان والقساوسة والمنقطعين للعبادة ولا تؤخذ مع الرجال الاحرار العقلاء القادرين ولا تفرض على النساء والاولاد .

ومن الروايات الجميلة كان إبراهيم النخعي أعور العين وكان تلميذه سليمان بن مهران أعمش العين ( يعني ضعيف البصر )، وذات يوم سارا في إحدى طرقات الكوفة. وبينما هما يسيران في الطريق قال الإمام النخعي: يا سليمان هل لك أن تأخذ طريقا وآخذ آخر فإني أخشى إن مررنا سويا بسفهائها، ليقولون أعور ويقود أعمش فيغتابوننا ويأثمون.

فقال الأعمش: يا أبا عمران، وما عليك أن نؤجر ويأثمون. فقال إبراهيم النخعي: يا سبحان الله! بل نسلم ويسلمون خير من أن نؤجر ويأثمون. ( نسلم ويسلمون خير من أن نؤجر ويأثمون ).

إنها قلوب تزينت بالإيمان حتى حلقت في السماء لتصل بأصحابها إلى أعالي الجنان. إنها قلوب تشربت ووعت حديث الرسول صلى الله عليه وسلم. ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه )

المصدر : القاعدة الذهبية



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تاريخ أسرة ال جوهر

‎حي العيوني - سكنة عائلات قيادية

قصرك عقلك ..