سيرة والدي عبدالرحمن بن صالح الجوهر ..


في عام 1940م ولد عبدالرحمن بن صالح بن جوهر بن عبدالله بن جوهر ال جوهر (أبوكميل)،

 لديه ثمان إخوة وثلاث أخوات وهم: يوسف، وعبداللطيف، وعبدالرزاق، وجوهر، وعلي، وإبراهيم، وعادل، عبدالله، ومنيرة، ولولوة، ونعيمة،

كبر الصغير وترعرع، وجال في الأرض يمنة ويسرى، وانتقل بين صحاريها وبراريها، ومعاملها وورشها، حتى بلغ من العمر عتياً، فعاد ليقتني مزرعة بجوار عين الحارة، وكأن عيناه لا تقوى على فراقها.

أول أجرة عمل بها كانت سبعة ريالات إلا ربعاً لليوم الواحد، وكانوا يتسلمون الرواتب كل 15 يوماً،

حيث تسلم لهم يوم الخميس، وكانوا يعملون الخميس آنذاك نصف دوام فقط. وحين سألته عن بعض إبداعاته ومهاراته في العمل، قال أنه في أحد الأيام حين كان يعمل في صيانة وحدات المكيفات التي تعمل بالماء،

طلب منه رئيسه أن يوضب «صيانة» مكيفين، فأنجز المهمة في يوم واحد بينما كان زملاءه يقومون بمثل هذا العمل في أربعة أيام. فما كان من رئيسه إلا أن منحه 55 ريالاً زيادة في راتبه،

وكان ذلك يعتبر رقماً كبيراً آنذاك. يبتسم «أبوكميل» ويقول:» لقد أدخل ذلك السرور على قلبي والحزن على قلب زملاء العمل».

يروي «أبوكميل» أنه في أحد الأيام غرق خمسة من العمال الأجانب لأحد المقاولين في مجاري حي الثقبة بالخبر، وشاع الخبر،

فسمع رئيسنا بذلك فعقد لنا اجتماعاً، وطلب مني أن أترجم كلامه للذين لا يحسنون اللغة الإنجليزية أو لا يعرفونها. كنت مرتبكاً قليلاً، لأنها المرة الأولى التي سأقف بهذه الطريقة وأترجم على الهواء مباشرة، فقد كان ذلك امتحاناً صعباً لكنني قبلت التحدي،

فراح رئيسنا يبعث بكلماته السهلة منها والصعبة، ورحت أنا أترجمها حسب إمكاناتي باللغة الإنجليزية، وأقرب لهم المعنى، حتى أبهرت زملائي.

لم يكن ذلك الصبي «عبدالرحمن» موفقاً للتعلم في بداية حياته، فهو لم يدرس على يد المطوع كبعض أقرانه، ورغم أنه التحق بالمدرسة الابتدائية الأولى بالمبرز، إلا أنه لم يكمل تعليمه،

حيث تركها بعد الصف الثاني الابتدائي، رغبة منه لمساعدة والده في كسب لقمة العيش، لصعوبة الحياة آنذاك، ولعدم أهمية التعليم. فقد عمل مساعداً في البناء،

لكن هذه المهنة لم ترق له كثيراً، ولم يدم بها طويلاً، حيث أصبحت الفكرة تتبلور لديه أكثر، وأدرك أن الحياة تحتاج إلى كفاح، وقد شجعه على الالتحاق بالشركة جاره أحمد يوسف الغريب، حين قرر عام 1955م الإلتحاق بشركة أرامكو، التي أصبحت حلمه الذي يراوده ويطمح إلى تحقيقه

التحقت بالشركة، عُينت في إدارة الخدمات الطبية بالظهران، حيث تم إلحاقي بمدرسة التمريض، وقد كنا 45 طالباً لندرس ثلاث سنوات ثم نُبتعث إلى لبنان لإكمال الدراسة هناك،

إلا أنه تم إغلاق المدرسة بعد ثلاثة أشهر من التحاقنا، بسبب فتح مستشفيات حكومية في الأحساء والدمام والقطيف، ولم تعد هنالك حاجة لأن تدرب أرامكو ممرضين ليساعدوا في علاج الأهالي كما كان متبع آنذاك.

 فعملت في المستشفى لعام كامل وكنا نأكل ثلاث وجبات في اليوم في مطعم المستشفى مقابل ريال واحد عن كل يوم، كان يخصم من مرتباتنا. انتقل «أبوكميل» بعدها إلى مركز التموينات بحي كبار الموظفين بالظهران

وعمل لمدة سنتين ثم انتقل عام 1962م، إلى دائرة الصيانة بالظهران وكان خلالها يعمل 8 ساعات ويدرس 5 حصص حتى أكمل كتاب الإنجليزي السابع،

انتقل بعد ذلك إلى ورشة الأجهزة الدقيقة وذات يوم أعطاه رئيسه 700 ميدالية ليحفر عليها أسماء اللاعبين لمسابقة القولف والبولينق فأكملهم في 3 أيام، بينما غيره كان يحتاج إلى أسبوعين فكافأه رئيسه بإجازة 3 أيام.

انتقل عام 67 ميلادية إلى قسم صيانة التبريد والتكييف في أبقيق حيث عمل بها سنتين ثم عمل بوظيفة ميكانيكي معدات وأرسل حينها إلى رأس تنورة لحضور دورة هناك وكان ذلك عام 69 وهي سنة الكوليرا,

كانوا يحتجزوننا هناك لأسابيع لمنع التنقل بين المناطق لتفادي العدوى»، وحين سألناه عن متى حصل على الدرجة الحادية عشرة قال «أبوكميل» أنه حصل عليها عام 1976م، وعام 1977م،

حصل على الدرجة 12 و13 ليعين ملاحظاً في دائرة الصيانة وهكذا يواصل حديثه وسيرته الطويلة في الشركة حتى ينتهي شريط عمله عام 1997م،

ليتقاعد عن العمل عن عمر ناهز الستين عاماً بعد أن خدم الشركة 42 عاماً كانت مليئة بالكفاح والعطاء.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تاريخ أسرة ال جوهر

‎حي العيوني - سكنة عائلات قيادية

قصرك عقلك ..