الهروب من المسؤولية ... اولوية ❗️

 


كلما سمحت لتوسع دائرة المسؤلية تجاهك .. كلما تهالكت قواك لخدمة من يجب رعايته ❗️

ما هي أسباب وأشكال الهروب من المسؤولية؟ ولماذا نحاول تجنب حمل المسؤولية أو نرمي اللوم على الآخرين؟ وكيف يمكن التعامل مع الهروب من المسؤولية؟ وكيف يمكن أن نتعلم تحمُّل المسؤولية؟

يُظهر الأطفال ميلاً مبكراً للهروب من المسؤولية يجعلنا نظن أن الهرب من المسؤولية ميل إنساني عام!، ففي عالم الكبار أيضاً يبدو الهروب من المسؤولية سلوكاً شائعاً، وقلما تجد من لم يهرب من بعض المسؤوليات الكبيرة في حياته ولو مرة واحدة على الأقل.
لكن لماذا نهرب من المسؤولية؟ ما هي أشكال الهروب من المسؤولية؟ كيف يؤثر الهروب من المسؤولية على حياتنا؟ وهل هناك ما يمكن فعله للتخلص من الهروب من المسؤولية؟.

أسباب الهروب من المسؤولية

كما ذكرنا فإن الهروب من المسؤولية ليس حالة نادرة، فحتى الأشخاص الذين يعتقدون أنهم الأكثر تحملاً للمسؤولية لا بد لهم من اختبار الرغبة بالهروب مرات عدة في حياتهم وتنفيذ هذه الرغبة مرة واحد على الأقل.
وفي سبيل تحديد مفهوم الهروب من المسؤولية لا بد من النظر إلى الأسباب المختلفة التي تدفعنا إلى الهروب من المسؤولية بصفة عامة أو في الحالات الفردية.

الهروب من العقاب
الهروب من العقاب واحد من أهم دوافع الهروب من المسؤولية ومن أولها ظهوراً في حياة الإنسان، حيث ينكر الأطفال أفعالهم ويلقون اللوم على الآخرين ويحسبون ألف حساب قبل تحمل مسؤولية أعمالهم أو تحمل مسؤولية أشخاص آخرين؛ كل ذلك خوفاً من العقاب، والهروب من العقاب قد يتحول إلى هاجس خطير، يجعل من الفرد يضع افتراضات غريبة تدفعه للهروب من أقل المسؤوليات مستقبلاً.

تدني احترام الذات
نظرة الفرد إلى ذاته تتحكم بسلوكه وخياراته إلى حد بعيد، لذلك قد يكون تدني احترام الذات والشعور الدائم بانخفاض القدرة على الأداء سبباً مهماً للهروب من المسؤولية، فشعور الفرد أنه غير قادر على المنافسة وأنه لا يستطيع اكتساب خبرات جديدة ولا يستطيع القيام بأعمال مميزة أو ناجحة يجعله مقيماً في منطقة الراحة ورافضاً لتحمل أي مسؤولية إضافية.

وفي سياق انخفاض احترام الذات يمكن وصف ثلاثة دوافع للهروب من المسؤولية:
1- الخوف من ارتكاب الأخطاء:
 مع تدني احترام الذاتيشعر الفرد دائماً أنه سيرتكب خطأ ما، ويكون أقل قدرة على التعامل مع المشاعر السلبية التي تنتج عن ارتكاب الأخطاء، لذلك يرفض قبول المسؤولية.

2- الخوف من الفشل: في سياق متصل فإن تدني احترام الذات يعني الخوف الدائم والعميق من الفشل، لأن الفرد لا يثق بقدرته على النجاح من جهة ولا يمتلك القدرة على التعامل مع الفشل كجزء من مسيرة الحياة، لذلك يرفض تحمُّل المسؤولية لأنه يفترض مسبقاً أنه سيفشل أو يفترض مسبقاً أنه لن يستطيع احتمال الفشل ولن يتسامح الآخرون مع فشله.

3- الخوف من المواجهة والمنافسة: من المشاكل التي تتعلق بتدني احترام الذات أيضاً الخوف الدائم من المنافسة والمواجهة، فقد يقبل الفرد تحمُّل المسؤولية على مضض إن كان متأكداً أنها خالية من المواجهة والمنافسة، لكن بمجرد ظهور منافس على إثبات الجدارة أو مواجهة محتملة ينسحب سريعاً.

تعلم تحمل المسؤولية

كيف يمكن مواجهة الهرب من المسؤولية وعلاجه؟
ما لم يكن الهروب من المسؤولية متعلقاً باضطراب نفسي مشخَّص فإن مواجهته ممكنة ذاتياً من خلال إعادة النظر ببعض الأفكار والمفاهيم، وعادة ما يستطيع الأشخاص الأسوياء تقدير وضعهم بشكل جيد وفهم الأسباب والدوافع التي تجعلهم لا يرغبون بتحمُّل المسؤولية، فيما يؤدي الاضطراب النفسي إلى نوع من تشوش الأفكار وعدم القدرة على فهم الهروب من المسؤولية كمشكلة.

ومن أهم الآليات التي يمكن التفكير بها لعلاج الهروب من المسؤولية:
1- حدد الأسباب التي تجعلك لا تريد تحمُّل المسؤولية، 
هل أنت خائف من المنافسة مثلاً؟ يجب إذا أن تعالج خوفك هذا من خلال البدء بمنافسات بسيطة، هل تخشى المغامرة والمجازفة؟ يجب أن تتدرب إذاً على الخروج من منطقة الراحة.
تحديد أسباب ودوافع الهروب من المسؤولية إجراء لا بد منه لإعادة بناء منظومة المسؤوليات لديك، وتأكد أنك تقوم بكتابة أفكارك دائماً والرجوع إليها ثانيةً لتقييم تقدمك وتقييم صحة تقديرك للأمور.

2- توقف عن إلقاء اللوم على الآخرين؛ عندما تشعر أنك تريد اتهام الآخرين وتحميلهم مسؤولية الأخطاء أو مسؤولية معالجة المشاكل قم فوراً بالتفكير بما يمكنك فعله أنت في سبيل التراجع عن الخطأ ومعالجته.
توقف للحظة عن التفكير بالآخرين ودوِّن باستخدام الورقة والقلم أو ملاحظات الهاتف المحمول خمسة إجراءات تستطيع أنت القيام بها لمعالجة الخطأ أو المشكلة، تأكد أنك جزء من كل شيء في محيطك ولا يمكن أن تلقي اللوم على الآخرين بالمطلق.
حتى إن كنت تشتكي من عدم تحمُّل الآخرين للمسؤولية، فكر بدورك في تحميلهم المسؤولية، فكر بقدرتك على دفعهم إلى المسؤولية قبل أن تلومهم.

3- من قواعد الإدارة الأساسية أن المهام تفوَّض لكن المسؤولية لا تفوَّض، فنقل المهام للآخرين لا يعني أنك لم تعد مسؤولاً عن النتائج، الوزراء مثلاً تتم محاسبتهم عن أداء وزاراتهم أمام مجلس الشعب ولا يتم استدعاء الموظفين أو القائمين على الأعمال بشكل مباشر، لأن الوزير يفوِّض العمل لكن المسؤولية ملتصقة به شاء أم أبى.
وبما أن المسؤولية حتى إن هربت منها هي لن تتركك، فتحملها أفضل بألف مرة من محاولة التملص منها، لأن الهروب منها ضعف وجبن، وتحملها يدل على احترامك لذاتك وللآخرين.

4- اكسر دائرة الأعذار، فالتبرير وخلق الأعذار من الآليات التي نتبعها لتخفيف ألم الهروب من المسؤولية، في أول مرة تبدأ في البحث عن الأعذار يجب أن تكبح نفسك وتتوقف عن التبرير وتفكر بالإجراءات، اكبح الصوت السلبي الذي يخبرك أن الأمور على ما يرام وأنك على حق ولديك ما يبرر هروبك من المسؤولية.

5- أعد وضع أهدافك وطموحاتك، فالهروب المستمر من المسؤولية يؤدي إلى انخفاض سقف الطموحات والأهداف والتنازل عن الكثير من شغفنا، وإعادة تقييم الأهداف يجعلنا أكثر تقبلاً للمسؤوليات بوجود حوافز قوية.

6- توقف عن التسويف والمماطلة؛ فعادة ما تشكل محاولات المماطلة والتأجيل العمود الفقري للاستخفاف بالمسؤولية والتملص منها، تعرف أكثر إلى قيمة الثواني الخمسة الأولى في سبيل مواجهة التسويف والمماطلة من خلال هذا الرابط.

7- اطلب المساعدة، إن كنت تعتقد أنك عاجز عن معالجة الهروب من المسؤولية ذاتياً أو تحتاج إلى مساعدة لا تتردد بطلبها من الأصدقاء الموثوقين، أو من المعالج النفسي، وستجد مجتمع حلوها مستعداً دائماً لتقديم النصائح، كما يمكنك التواصل مباشرة مع خبراء موقع حلوها من خلال خدمة ألو حلوها.

أخيراً... القاعدة الأساسية التي يجب أن نتمسك بها هي أننا مسؤولون عن حياتنا مسؤولية كاملة لا يمكن الهروب منها أو الإفلات منها، وكل محاولات الهروب من المسؤولية هي مجرد إعلان ضعف لا يؤدي إلى التخلص من المسؤولية في نهاية المطاف، فهناك خياران فقط؛ إما أن تتحمَّل المسؤولية أو أن تخدع نفسك أنك قادر على الهروب، أما التنازل عن المسؤولية فغير ممكن لأنها ملتصقة بنا كالتصاق الجلد باللحم.



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تاريخ أسرة ال جوهر

‎حي العيوني - سكنة عائلات قيادية

قصرك عقلك ..